السلام على أهل السلام
ظهر فى الأونة الأخيرة ظاهرة الإرهاب الدولى وتم الخلط عمدا بينها وبين حركات المقوامة المسلحة , فظهرت حركة حماس فى فلسطين بزى الإرهابى المضاد للسلام , وتبعتها تنظيم حزب الله فى لبنان لمقاومته العدوان الإسرائيلى فى مزارع شبعا , بل وزاد الطين بلة فى العراق بوصف حركات المقاومة بالإرهاب وترسيخ القوات العراقية بمحاربتها وكأنه أصبح المحتل الأمريكى صاحب حق أصيل فى العراق وأبنائها خونة يتوجب قتلهم .
وبالرجوع إلى ميثاق الأمم المتحدة يتضح الأتى :
قد سبق للجمعية العامة أن أصدرت في سنة 1970, القرار رقم 2625 تحت عنوان "الإعلان المتعلق بمبادئ القانون الدولي, الخاصة بالعلاقات الودية والتعاون بين الدول وفقاً لميثاق الأمم المتحدة" وقد نص القرار أن:
"على كل دولة أن تمتنع على اللجوء إلى أي تدبير قسري من شأنه أن يحرم الشعوب من حقها في تقرير مصيرها من حريتها واستقلالها. وعندما تنتفض هذه الشعوب وتقاوم خلال ممارساتها حقها في تقرير مصيرها أي تدبير قسري كهذا, فمن أن تلتمس وتتلقى دعماً يتلاءم مع أهداف الميثاق ومبادئه".
وإذا راجعنا مجموعة القرارات الصادرة عن الجمعية العامة لوجدنا أن هناك منذ العام 1975, نصاً يتكرر سنوياً ويتضمن إعادة تأكيد الجمعية "على شرعية كفاح الشعوب في سبيل الاستقلال والسلامة الإقليمية والوحدة الوطنية والتحرر من سيطرة الاستعمارية والأجنبية, ومن التحكم الأجنبي بكل ما تملك هذه الشعوب من وسائل, بما في ذلك الكفاح المسلح".
إن ما يستدعي الانتباه لدى الاطلاع على هذه القرارات هو الوتيرة التصاعدية لإزدياد عدد الدول الموافقة على هذا النص. ففي سنة 1975، حظي هذا النص بموافقة 99 دولة ضد دولة واحدة هي "إسرائيل", وامتناع 18 دولة عن التصويت.
وفي العام 1976 إرتفع عدد الموافقين إلى 109، وفي العام 1977 وصل العدد إلى 113، وفي العام 1980 وصل إلى 119 دولة.
وحذت لجنة حقوق الانسان التابعة للمجلس الاقتصادي والاجتماعي في الأمم المتحدة, حذو الجمعية العامة, فتبنت النص نفسه في دورتها 36 القرار رقم 5 تاريخ 15/2/1980.
( ميثاق الأمم المتحدة )
من الفقهاء من وضع عناصر معينة مميزة لحركات التحرر الوطني من غيرها من الحركات الانفصالية او الإرهابية ,ومن هذه العناصر:
1-ان الهدف من حركات التحرير الوطني هو تحقيق التحرر .
2- وجود الاراضي الداخلية او الخارجية التي تسمح للحركات ان تباشر عملياتها العسكرية بمعنى ان توجد مناطق محررة تقيم عليها مؤسساتها الادارية والتعليمية والعسكرية . (د. محمد طلعت الغنيمي – المسؤولية الدولية من منظور عصري –1997 )
3- ان يتعاطف الشعب مع حركات التحرير والمقاومة وتلقى دعما وتأيدا واسعا من المواطنين .
4- يجب ان تتسم اهداف حركات التحرير بدافع وطني يتجاوب ويتلائم مع المصلحة الوطنية العليا وهوما يميز حركات التحرير عن الاعمال التي تستهدف مصلحة خاصة لبعض الفئات من المواطنين أو تنافس أو تناحر للسيطرة على السلطة أو فرض فلسفة معينة . أو الحرب من اجل انفصال اقليم معين أو جزء من الدولة ,ومن الجدير بالذكر ان القانون الدولي يبيح لرجال المقاومة اللجوء الى كل الوسائل الممكنه لانهاك قوات الاحتلال ومنها بطبيعة الحال الحق في استخدام العنف كما يمكن ان تكون المقاومة مدنية لاعسكرية . (للدكتور/ مازن ليلو راضي
كلية القانون جامعة القادسية )
وقد احترم المجتمع الدولي هذا الحق في اكثر من مناسبة . فقد اكدت اتفاقية لاهاي وجوب معاملة اعضاء حركات المقاومة المنظمة كأسرى حرب في حال اعتقالهم (ثامر ابراهيم الجهماني–مفهوم الارهاب في القانون الدولي – دمشق 1998 )
وفي الثلاثين من تشرين الثاني عام 1970 اصدرت الجمعية العامه للامم المتحدة قرارها المرقم 2672 والذي شجب انكار حق تقرير المصير ، ولاسيما على شعبي جنوب افريقيا وفلسطين )).
وقد تضمن هذا القرار لاول مرة احترم شرعية كفاح شعوب الرازحة تحت الهيمنة الكولونيالية والاجنبية ، والمعترف بحقها في تقرير لاسترداد هذا الحق باي وسيلة في حوزتها
وفي التاسع من كانون الاول اكدت الجمعية العامة للامم المتحدة على وجوب معاملة المشاركين في حركات المقاومة كأسرى حرب عند القاء القبض عليهم ، وفقأ لمبادىء اتفاقية لاهاي لعام 1907 واتفاقية جنيف 1949
كما اكتسب هذا الاعتراف بعدا جديدا عندما دعت الجمعية العامة في قرارها المرقم 2787عام 1971 جميع الدول المخلصه لمثل الحرية والسلام ان تقدم الى هذه الشعوب جميع مساعداتها السياسية والمعنوية والمادية .
وفي الثامن عشر من كانون الاول عام 1983 اعتبرت الجمعية العامة النزاعات المسلحة التى تنطوي على كفاح تشنه الشعوب على الهيمنه الاستعمارية والانظمة العنصرية (( نزاعات مسلحة دولية )) ضمن الاطار الذي تحدده اتفاقيات جنيف ، وبالتالي ينطبق وصف المتحاربين وفقأ لهذه الاتفاقيات على الافراد المشاركين في النظال المسلح ضد الهيمنه . (للدكتور/ مازن ليلو راضي كلية القانون جامعة القادسية )
ويتضح من كل ماسبق الحق المشروع للحركات العربية فى لبنان وفلسطين والعراق بمواجهة العدوان دون وقوعهم تحت طائلة الإرهاب .
أيا ذوات العقول إلا كفاكم الضحك على عقولنا
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته